السيّد / رئيس المؤتمر... أصحاب المعالي والسعادة السيّدات والسادة الحضور... يُسعدني أن أتحدّث إليكم بإسم المجموعة العربية المشاركة في أعمال الدورة 109 لمؤتمر العمل الدولي وأن أتقدّم بالتهنئة إلى رئيس وهيئة مكتب المؤتمر. السيّدات والسادة، خلال العامين المنصرمين تفشَّت جائحة وبائية خطيرة لم يَعرِف العالم لها مثيلاً، حَصدَتْ أرواح الملايين من البشر، وتسبَبت في أضرارٍ صحية واقتصادية واجتماعية جسيمة، كما فرضَت تحديات إضافية على أسواقِ العملِ، أبرزُها انخفاض ساعات العمل الفعلية، وتسريح أعداد كبيرة من العمَال، مِمَا أدَى إلى فقدان الملايين لوظائفِهم، وإفلاس وإغلاق كثير من الشركات وخاصةً الصغيرة منها، وانخفاض مستوى الدخل لدى فئات عريضة من العمال، فأدّى ذلك إلى ازدياد معدَل البطالة، وتفاقُم نسبةَ الفَقر، وكانت آثارُها أشدّ على الفئات المستضعفة والأكثر حرماناً من الشباب والنساء وأصحاب المشروعات الصغيرة.
السيّدات والسّادة يطيبُ لي بإسم المجموعة العربية أنْ أُعبِرَ عن الشكرِ والتقدير للسيد / جاي رايدر، المدير العام للمنظمة، على تقريرِه القيّم الذي حَمَلَ عنوان "العمل في زمن كورونا" والذي تناولَ الآثار التي خلَفَتْها الجائحة سواء على الأرواح، أو على عالمِ العملِ، وإذْ نُثمِن عالياً ما تضمَنَهُ التقرير من رُؤى ومقترحات تساعد في التّصدي لهذه الجائحة والتخفيف من أضرارِها، والتي تتطلّبُ منَا جميعاً التكاتف والتعاون وبذل الجهود للتعافي والانتعاش. السيّدات والسّادة لا زال الشعبُ الفلسطيني يُعاني من سياساتِ القهرِ والتمييزِ والفصلِ العنصري، ولا زالت تُمتهن كرامَتُهُ ويُحرَمٌ منَ التّمَتُعِ بحقوقِهِ المكفولةِ لَهُ بموجبِ القوانين والمواثيق والأعراف الدولية المختلفة، ولا زال العمًال العرب في فلسطين في (الضفّة والقطاع) وكذا الحال في (هضبة الجولان السورية) وفي (الجنوب اللبناني) يتعرّضون مثل إخوانِهم الفلسطينيين لكثير من المضايقات ويتعرّضون للتهجير القسري والاستيلاء على الأراضي والبيوت، يُقاسون صُنوف شتّى من العذابِ والتوقيف لساعات في الحواجز الأمنية المتعدّدة التي تُقَيّدُ حركتَهُمْ وتمنعهمْ من ممارسة أبسطْ حقوقِهم الطبيعية في العيش بكرامة فوق أرضِهم، وإنَنا من هذا المنبرِ نُطالبُ بإسمِ المجموعةِ العربية أنْ نَضَعَ المجتمعَ الدولي أمامَ مسؤولياتِه، واتخاذ ما من شأنِه لإجبارِ الكيان الغاصب، للكفّ عن ممارساته الاستفزازية التي تُهدّد الأمنَ والسلامَ في العالم. السيّدات والسّادة إنَ انعدامَ التكافؤِ بين البُلدان في مواجهة الجائحة خاصةً في الحصولِ على اللقاحاتِ وفي تفاوتِ القدراتِ الماليةِ والإمكانياتِ الفنيَةِ والصحيّةِ على مواجهةِ الجائحة، مؤشر غير جيّد وقد يُطيلُ أَمَدَ الجائحة، وبالتالي يُطيلُ أمدَ الانتعاش والتعافي، ويُعمِقُ حجمَ المعاناة، ورُبّما يُضاعِفُ حجمَ الخسائر على الأفرادِ ومستوى الدخل ومستوى المعيشة، وبالتالي فالعالم أحوج ما يكون اليوم إلى مَزيدٍ من التكاتفِ والتعاضدِ، لأنَ التعافي التام لنْ يتمَ إلَا بتعافي الجميع. وفي الختامِ، فإنَنا وبإسم المجموعة العربية نُؤيدُ الاتجاهَ الرامي بشأنِ عزمِ المنظمةُ عَقْدَ منتدى سياسي كبير يَهدفُ إلى حشدِ استجابة عالمية قوية ومنسَقة لدعمِ الدول الأعضاء في وضعِ استراتيجيات انتعاش تَتَمحورُ حولَ الانسان خاصةً في الدولِ النامية. شكراً لكم لحسنِ الاستماع.