كلمة وزير العمل مصطفى بيرم خلال رعايته المؤتمر الدولي الذي نظمته جامعة سيدة اللويزة بعنوان "تأثير ما بعد كورونا على المنظمات و الأشخاص" بمشاركة نخبة من المحاضرين الدوليين و اللبنانيين.
يشرفني ان اكون في هذا الصرح الحضاري الذي أشعر انني انتمي اليه.
ان الفكرة التي اتينا فيها خلال تحملنا المسؤولية هي ان نقدم نموذجا ، لأن هناك خطرا جديا على المجتمع حين يكون هناك اعتقاد سائد بأن المسؤول فاسد ، وأن الموظف يرتشي ولا يلام الناس على ذلك لانه لم تقدم نماذج بالصورة الصحيحة .
وتناول الوزير بيرم مسألة الانسان فأكد ان التواصل والتعارف مع بعضنا البعض يجعلنا نتجاوز الغيتوات والمنغلقات والخوف من الأخر والجهل به .. فالتعددية هي في خدمة التعارف ، فلو كنا جميعا في نمط واحد لما كانت هناك أية إضافة نوعية ..
وفي لبنان فشل النظام السياسي في لبنان وكذلك فشل النظام الاقتصادي لكننا لن نيأس وسنكمل العمل ، فأنا أتيت إلى وزارة العمل ووجدت نقصا في الموارد والكثير من العقبات لكن كل ذلك لم يمنعنا من العمل بسبب توافر الإرادة ، والهدفية والحافزية .. وراهنت على الإنسان .. على الموظفين، واعطيتهم الثقة وبادلوني المحبة وتحمل المسؤولية ، فالإنسان هو أهم استثمار.
اضاف:هناك قاعدة في الصين تقول :اذا اردت ان تستثمر لسنة فازرع سنبله قمح واذا أردت الحصول على الثمار فازرع شجرة لسنوات، اما اذا اردت ان تستثمر إلى الأبد فاستثمر بالإنسان.
وقال: إن النظام الاقتصادي الذي كانسائداأ في لبنان كان نظاما ريعيا حيث ضرب كل قطاعات الإنتاج وأفقدنا المعنى والهدف والغاية. ورأى الوزير بيرم ان في لبنان ما هو أخطر من البطالة ؛ العطالة التي تعني اني لا اريد ان اعمل ، كما انها تعني ان ليس لدي هدف ولا معنى وهي تضرب كل حافزية وتدخلنا في زمن التفاهة كما قال آلان دونو والتسطيح الفكري وعدم التعمق والتفكر الذي حذر منه الامام علي بن أبي طالب عليه السلام بكلمة ذكية جدا وهي أن وظيفة الأنبياء أن يثيروا في الناس دفائن العقول أي الملكات الفكرية الحقيقية عند الانسان وليس التسطيح الفكري وهذا مهم جدا.
وقال الوزير بيرم: إن النظام في لبنان لم يقدم صورة حسنة الا في ما ندر ، ومن هنا سأعمل كوزير للعمل علّني أنجح في تقديم انموذج أو بصمة ..لدينا طاقات ونحن في هذه الجامعة التي مهمتها ان تجمع ولا تفرق ، لأن قوة الانسان في الوصل لا الفصل ، والشطارة هي في ان نقتحم أفكار وقلوب بعضنا البعض وأن نضع ايدينا مع بعضنا البعض للعطاء.
وتناول الوزير بيرم الخطوات التي يقوم بها في وزارة العمل فلفت إلى انه وضع قرارات بعيدة كل البعد عن العنصرية ، حيث ان هناك من غير اللبنانيين وتحديدا من اخواننا النازحين السوريين يعملون في قطاعات كثيرة وللأسف المنظمات الدولية تعطيهم الاولوية ، وبالأمس اجتمعت مع وفد من منظمة العمل الدولية وصارحتهم بأنني لن أوقع معكم على اي اتفاقية تعطي الاولوية لغير اللبناني على الإطلاق، وسبق ان اصدرت قرارا يرمي إلى حصر 126 مهنة باللبنانيين لإعطاء الشباب اللبناني الفرصة في العمل ، كما اننا في الوزارة اطلقنا منصة مجانية حول العمل وألزمنا كل شركة تريد استقدام عامل اجنبي ان تطلب ذلك عن طريق المنصة فإذا لم يتقدم اي لبناني لهذه الوظيفة تُعطى الموافقة على الأجنبي وهذا الأمر يشكل مرحلة انتقالية مهمة جدا ، وإضافة إلى ذلك اننا نعمل على إطلاق منصات أخرى لأهداف تصب في الغاية عينها اي إعطاء الفرصة للبنانيين للعمل ، كما اننا عملنا في لجنة المؤشر التي احييناها بعد أن كانت متوقفة لسنوات على تحسين أجور العمال وقد وضعت معيارا لعملي وهو : أن ألبي التوقعات المنطقية عند المواطن والتي يتوقعها من وزير العمل ..
وختم الوزير بيرم: اجتماعكم ايها الشباب هنا في هذا الصرح هو الأمل، قديما قال احد الأحرار في أميركا " لدي حلم سخروا منه لكنه قام وتحقق"، وانا اقول لكم لدينا أمل فلنقم جميعا ونحققه.
وسبق المؤتمر لقاء جمع الوزير بيرم برئيس الجامعة الاب بشارة الخوري ، وجولة قام بها وزير العمل في أقسام الجامعة.